هل تُعذَّب النار بالنار؟ قصة جدلية وعبرة حكيمة


العالم الحكيم يرد على المجادل بفعل ذكي

في أحد الأزمنة، جاء رجل إلى عالم معروف بالحكمة، وكان هذا الرجل مغرمًا بالجدال وطرح الأسئلة التي تهدف إلى إحراج الآخرين لا إلى التعلم. 

اقترب منه بثقة وقال:

"يا شيخ، أخبرني... كيف يُعذّب الله إبليس بالنار وقد خُلق منها؟! أليس من المنطق أن النار لا تؤذي من خُلق منها؟"

ابتسم العالم، وهو يعلم أن الرجل لا يبحث عن جواب بقدر ما يبحث عن إثارة الجدل، فقال له: "اقترب قليلاً".

أخذ العالم قطعة صغيرة من الطين اليابس، وقذفها نحو الرجل، فأصابته في كتفه، فصرخ غاضبًا:

"أوجعتني! لماذا فعلت ذلك؟!"

رد عليه العالم بهدوء:

"أوجعتك؟ ولكنك مخلوق من الطين، فكيف يؤلمك ما خُلقت منه؟!"

ساد الصمت، وارتسمت على وجه الرجل علامات الفهم والدهشة.

 لقد أدرك أخيرًا المعنى الحقيقي خلف سؤاله، وأن المادة التي خُلق منها لا تعني بالضرورة أنه محصن من تأثيرها.

التحليل والعبرة:

هذه القصة ليست مجرد موقف طريف أو رد ذكي، بل تحمل في طياتها دروسًا متعددة:

الرد الحكيم أحيانًا لا يكون بالكلام: بل بالفعل المؤثر الذي يُسكت الجدل ويكشف المغزى مباشرة.

ليست كل الشبهات عقلانية: بعض الأسئلة التي تبدو ذكية، عند تحليلها بعمق، تكون سطحية.

الله سبحانه وتعالى قادر على تعذيب أي مخلوق بأي وسيلة يشاء: فلا مكان للقياس العقلي في مسائل الغيب.


تعليقات