في قرية هادئة، كان هناك شاب يُدعى خالد. اقترب موعد زفافه، لكن القدر خطف والدته قبل الفرح بشهرين. بدافع الحزن، قرر تأجيل الزواج سنة كاملة. وبعد زواجه، انشغل بحياته الجديدة ونسي والده الذي عاش وحيدًا، لا يزوره إلا أحيانًا.
مرت خمس سنوات، وبدأت زوجته تفضل زيارة أهلها على زيارة والد زوجها. وحين مرض الأب، أصر خالد على استضافته في بيته، لكن الأب تردد كي لا يكون عبئًا. وبعد إلحاح وافق.
ولكن، سرعان ما بدأت الزوجة تضيق بوجوده، تُعامله ببرود، وتُقدّم له طعامًا لا يناسب حالته الصحية. اقترحت لاحقًا على خالد أن يزوّج والده ليجد من يرعاه، لكنه رفض احترامًا لعمره. ثم أقنعته بنقله إلى دار المسنين.
كان وداع الأب لحظة مؤلمة. وبعد أسبوع، زاره خالد ليجده قد فارق الحياة نتيجة اكتئاب حاد. ترك له والده رسالة كتب فيها:
"ابني العزيز، كنتُ أحبك أكثر من نفسي. كنتُ سعيدًا وأنت تلهو في أوراق عملي، بينما كنتُ أرتدي حذاءً ممزقًا. لم أتخيل أن أرحل في مكان بعيد عنك، وأن تكون أنت من يواريني الثرى."
أنهى الرسالة بوصية:
"إن أبعدتك زوجتك عن والديك فلا تضعف، وإن كان زوجك سببًا في بعدك عن أهلك فلا تضعفي."
العبرة:
"لا ندرك قيمة الجواهر إلا بعد أن نفقدها، وما أصعب أن تُريد إيصال رسالة لشخص فارق الحياة."