يروى أنه كان هناك راعٍ في جيش الملك وكان القاضي يبغض هذا الراعي ، فدبَّر له خطه جعلت الملك يحكم عليه بالإعدام بالسيف ذهبت أم الراعي ، وهي امرأة عجوز تجاوزت التسعين عاماً إلى الملك تلتمس عفوه عن ابنها استحى الملك منها بسبب كبر عمرها
وقال لها :
سأجعل القاضي يكتب في ورقتين في إحداهما يُعدم وفي الأخرى لا يُعدم ثم نجعل ابنك يختار ورقة قبل تنفيذ الحكم فإن كان ابنك مظلوماً نجا .
خرجت المرأة والحزن عليها ، فهي تعلم أن القاضي يكره ابنها وعلى الأرجح أنه سيكتب في الورقتين يُعدم
قال لها ابنها :
لا تقلقي يا أمي ودعي الأمر لله وحده .
وبالفعل، قام القاضي بكتابة كلمة يُعدم في الورقتين .
انتشر الخبر وتجمّع الناس في اليوم الذي سيَعدم فيه ، ليروا ماذا سيحدث بالراعي ، ولما جاء الراعي إلى الساحه لتنفيذ الحكم قال له القاضي :
اختر أحدى الأوراق هذه .
ابتسم الراعي واختار ورقة ثم قام ببلعها دون أن يقرأها ، اندَهَش الملك وسأله :
ما الذي فعلته أيه الراعي ؟
لقد أكلتَ الورقة دون أن نعلم ما بها ؟
أجاب الراعي :
ياسيَدي ، اخترتُ ورقةً وأكلتها دون أن أعلم ما بها ، ولكي نعلم مضمونها انظر إلى الورقة الأخرى فهي ستكون عكسها
نظر الملك إلى الورقة الباقية ، فإذا بها مكتوب عليها يُعدم .
فقال الحاضرون بصوت واحد :
لقد اختار الراعي أن لا يُعدم .
الحكمه :
التفكير والحكمة ، تستطيع أن تتغلب على أصعب المواقف ، استخدام العقل بشكل صحيح هو نعمة عظيمة تمكننا من صنع أشياء عظيمة وتجاوز كل مستحيل .