في قرية هادئة، كان هناك بئر يشرب منه الجميع.

 وذات صباح، لاحظ الأهالي أن الدلو يُسحب فارغًا، وأحيانًا لا يعود إطلاقًا، تصاعدت الهمهمات، وبدأ الخوف يتسلل… قال بعضهم: 

"إنه الجن!" وقال آخرون:

 "البئر مسكون!"

اجتمع أهل القرية وقرروا أن ينزل أحدهم ليستكشف الأمر، لكن الخوف عقد ألسنتهم وجمّد أقدامهم.

 وسط هذا التردد، تقدم شاب شجاع وقال:

سأنزل، لكن بشرط: 

أن يكون أخي ممسكًا بالحبل.

تعجب القوم، فهم كُثر وأقوياء، لكن الشاب أصر.

 وجيء بالأخ، وبدأ النزول، في قاع البئر، وجد الشاب قردًا هو من كان يعبث بالدلاء، فحمله على كتفه وصاح بهم أن يسحبوه. 

وما إن اقترب من فتحة البئر حتى هلع الناس عند رؤية شيء غريب يخرج، فظنوه شيطانًا، وأفلتوا الحبل وهربوا… إلا أخاه، وحده ظل متمسكًا بالحبل، صامدًا لا يهتز.

نجا الشاب، وعرف الجميع أن الجموع لا تعني الأمان، وأن أخاه وحده كان الحبل بينه وبين الهلاك.

الحكمة:

لا تنخدع بكثرة من حولك، ففي لحظة الخوف، لن يبقى معك إلا من كان قلبه معك من البداية.

تعليقات