يحكى في قديم الزمن توفي والد رجل يُدعى أحمد ، ولم يأتِ أحد لحضور جنازت والده وحمله أحمد وحيدًا إلى الصحراء ليقوم بدفنه ، وبينما كان يناضل مع ثقل الجسد ووحشة المكان مرَّ أعرابي يرعى غنمه اقترب الأعرابي وسأل حسن :
أين الناس ؟ ولماذا تدفن أباك وحدك ؟
لم يشأ أحمد أن يفضح حال والده فاكتفى بقول :
لا حول ولا قوة إلا بالله ، فهم الأعرابي ، ومدَّ يده لمساعدة أحمد في دفن والده وبعد أن انتهيا، رفع الأعرابي يده إلى السماء وبدأ يدعوا في سرّه ، ثم ودع الأعرابي أحمد وعاد إلى غنمه وذهب وأستمر في الدعاء لوالد أحمد .
في تلك الليلة ، رأى أحمد في منامه والده ضاحكًا ومستبشرًا في الفردوس الأعلى .
فسأله بدهشة :
ما الذي بلغك هذه المنزلة يا أبي ؟
فأجابه والده :
بكرماً من الله ثم دعاء الأعرابي لي .
استفاق أحمد صباحًا ، وامتلأ قلبه بأن يعثر على ذلك الأعرابي بحث في الصحراء حتى وجده ،
واحتضنه قائلاً :
أسألك بالله ، ما الذي دعوت به لوالدي بعد دفنه ؟
فقد رأيته في الفردوس الأعلى :
فقال الأعرابي : دعوت الله دعاء العبد الذليل وقلت له :
اللهم إنني كريم ، إذا جاءني ضيف أكرمته وهذا العبد ضيفك وأنت أكرم الأكرمين .
فشكره أحمد من أعماق قلبه ثم أفترقا عن بعض .
الحكمه :
ليست الذرية أو الأموال فحسب ، بل جميع الأعمال الصالحه وكثرة الدعاء لمن رحلوا عنا .