رواية "ظلال الوعد" – قصة جديدة لم تُكتب من قبل عن الصداقة والخيانة والبحث عن الحقيقة

 

صداقة تتصدع في رواية "ظلال الوعد"

📘 الرواية: ظلال الوعد.

الجزء الأول: وعد بلا صوت

في قرية صغيرة تقع بين السهول والجبال، عاش "سليم" و"نديم"، صديقان منذ الطفولة. كانا لا يفترقان، يتشاركان الطعام واللعب، وحتى الأحلام. كبر الاثنان، وبدأت الحياة تُفرّق بين طموحاتهما، لكن الوعد الذي جمعهما ذات مساء قرب النهر بقي حاضرًا.

قال سليم يومها:

"إن احتجتني في يوم، فقط نادِ باسمي، وسأأتي."

لم يكن نديم ينسى تلك الكلمات، فقد حفرت داخله ثقة لا تُهتز.

مرت السنوات، وسافر سليم إلى المدينة طلبًا للعمل، بينما بقي نديم في القرية، يرعى أرض أبيه المتعب.


الجزء الثاني: القرض المجهول

ذات صيف حارق، أُصيب والد نديم بمرض مفاجئ، واحتاج إلى علاج عاجل. لم يكن مع نديم ما يكفي من المال، فتذكّر وعد صديقه.

أرسل إليه برسالة يستنجد بها، وردّ عليه سليم بسرعة:

"سآتيك بالمال خلال يومين."

وبالفعل، جاء سليم ليلاً، دون أن يراه أحد، وأعطاه المال بيده، دون شهود، دون أوراق... فقط بينهما وعد قديم.

نجا والد نديم من الموت، ومرت المحنة، وعاد سليم إلى المدينة.


الجزء الثالث: خيانة تحت الظلال

مرّ عام، وحان وقت رد الدين، فاتصل نديم بصديقه، لكن سليم بدا مختلفًا.

قال له بنبرة باردة:

"أي مال؟ لم أعطك شيئًا."

ظن نديم أنه يمزح، لكنه لم يكن كذلك.

أنكر سليم كل شيء، وقال:

"لو كنت أعطيتك شيئًا، فأين الإثبات؟"

أصيب نديم بالذهول، لم يكن يتوقع أن يتحول وعد الطفولة إلى وهمٍ مخيف.


الجزء الرابع: قاعة الحكم

لم يكن أمام نديم سوى اللجوء إلى المحكمة.

وقف أمام القاضي، وقص القصة، بينما أنكر سليم كل شيء.

لم يكن هناك شهود، ولا أوراق.

لكن القاضي لم يكن عاديًا، كان رجلًا حكيمًا، فسأل نديم:

– "أين أعطاك المال؟"

قال:
– "قرب الشجرة الكبيرة بجانب النهر."

ابتسم القاضي وقال:
– "اذهب وأحضر لي حفنة من تراب ذلك المكان."

ذهب نديم دون أن يفهم، بينما التفت القاضي إلى سليم وقال:

– "هل تعتقد أنه وصل؟"

فرد سليم:
– "لا، فالمكان بعيد."

هنا انتبه الجميع... كيف عرف سليم أن المكان بعيد، إن كان يدّعي أنه لا يعرف شيئًا؟

ابتسم القاضي، وقال:

"لقد وقعت في فخ الحقيقة، أنت تعرف المكان لأنك كنت هناك."

حكم القاضي بإلزام سليم بإعادة المال، وبتعويض نديم عن الأذى النفسي، وأمره بأن يكتب رسالة اعتذار بخط يده، تُعلق على باب المسجد ليقرأها الجميع.


🧠 العبرة من الرواية:

  • الثقة ليست كلمات، بل أفعال تثبتها المواقف.

  • الخيانة لا تُخفى طويلًا، فالحقيقة تجد دائمًا طريقها للخروج.

  • ذكاء القاضي صنع العدالة حين عجزت الأدلة.


تعليقات