يحكى أن فارسا عربيا كان في الصحراء على فرس له، فوجد رجلا تائها يعاني من العطش ، فطلب الرجل من الفارس أن يسقيه الماء فقام بذلك ، صمت الرجل قليلا ، فشعر الفارس أنه يخجل بأن يطلب الركوب معه .
فقال له :
هل تركب معي وأقلك إلى حيث تجد المسكن والمأوى ؟
فقال الرجل :
أنت رجل كريم شكرا لك كنت أود طلب ذلك لكن خجلت من ذلك .
ابتسم الفارس ، فحاول الرجل الصعود لكنه لم يستطع
وقال :
أنا لست بفارس فأنا فلاح لم أعتد ركوب الفرس .
اضطر الفارس أن ينزل كي يستطيع مساعدة الرجل على ركوب الفرس ، وما إن صعد الرجل على الفرس حتى ضربها وهرب بها كأنه فارس محترف ، أيقن الفارس أنه تعرض لعملية سطو وسرقه ، فصرخ بذلك الرجل اسمعني يا هذا اسمعني !.
شعر اللص بأن نداء الفارس مختلف عمن غيره ممن كانوا يستجدوا عطفه ، فقال له من بعيد : ماذا بك ؟
فقال الفارس :
لا تخبر أحدا بما فعلت رجاء
فقال له اللص :
أتخاف على سمعتك وأنت ستموت ؟
فرد الفارس :
لا لكنني أخشى أن ينقطع الخير بين الناس ، لاأني أعتدت أن أفعل الخير دوما ، ولا أريد أن يراك أحد ويعرف الفرس ويسئ الظن بي .
الحكمه :
أتقي شرَ من أحسنت اليه .