( بين الأنسان و الذكرى )

بما يتذكر الأنسان ؟

حين يُسأل المرء كيف ستُذكر بين ذاكرة أحدهم ؟

فكر قليلًا ماذا تركت من بقاياك ؟ هل مررت خفيفًا كنسمةٍ بلا أثر، أم حفرت مكانك بلمسة ، بموقف ، بنبرةٍ ظلت تتردد في قلب من عرفك ؟

ليس الأثر فقط كلمة تُقال أو ذكرى تُحفظ بين أوراقٍ قديمة فأن الأثر روحٌ تتخفى في تفاصيل صغيرة ، في ضحكةٍ ما زالت تعيش بعدك، في دعوةٍ مستورة ، في خيرٍ سار باسمك دون أن يعلم أحد

قد يكون لك أسلوب يأسر، أو حضور ممل... سمعةٌ حسنة أو سيئة وقد تُذكَر بنتيجةٍ مدرسية أو هديةٍ عابرة... ولكن كل هذا يتهشم مع مرور الأيام ويبقى الأصل كيف هو حال أثرك  بينهم وأسمك حين مر بهم .

فالإنسان خُلق بنسيانٍ يحرسه من ثقل الذكريات... وما يبقى في الذاكرة ليس الأفعال وحدها ، بل تلك النفحة الخاصة التي لا تتشابه مع غيرك، حتى لو فعلوا ذات الشيء… فما يقدمه الجميع أنت وحدك تقدّمه بنكهتك وبصدقك بقيمتك في قلوبهم

كل أثر نتركه يحاول أن يكون خالدًا ... لكن الحقيقة أنه هش ما لم يُربط بالله وحده ولدعاء والعلم و( الصدقة سرٌ لا يذوب ) كما وعد النبي عليه الصلاة والسلام «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له»

فلا تسأل كيف سيذكرونك ؟ وما الذي سيبقى بين يدي ربك حين ينساك الكل ؟

ازرع بذرة لا يراها أحد، تنبت في صحيفتك حين تغيب عن الوجوه انقش أثرًا برائحة الصدق 

وأعلم نحن نُذكَر بآثارنا المادية والمعنوية لكن الذاكرة تبقى مؤقتة ،

والخلود هناك حيث لا يضيع منك شيء .

تعليقات