في عام 1786 ، شهدت الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أكثر القضايا أثارة للجدل في تاريخها ، حيث تم محاكمة وأعدام الطفلة هانا أوكويش البالغة من العمر 12 عامًا فقط بتهمة قتل الطفلة يونيس بولز البالغة من العمر ست سنوات

ولدت هانا أوكويش في عام 1773 في غروتون ، وكان والديها تعود أصولهم من أصول أفريقية وهندية ، عانت هانا من طفولة قاسية حيث كانت والدتها تعاني من إدمان الكحول وتركهم بدون رعاية ، وفي سن السادسة تورطت هانا وشقيقها في حادث اعتداء علي فتاة آخري حيث قاموا بضربها حتي أصيبت بالشلل مما أدي الفصل بينهما ووضعهم كخدم في منازل مختلفة .

وفي عام 1786 ، كانت هانا تعمل خادمة لأرملة في لندن ، أما يونيس بولز كانت ابنة مالك أراض ثري وفي أحدي الأيام رأت يونيس هانا وهي تسرق بعض حبات الفراولة أثناء عملها في الحقل فذهبت يونيس وأخبرت الكبار بما رأته ، وعلي الرغم من أن هانا نفت كل شئ إلا أنهم أعتدو عليها لكذبها وسرقتها وهذا الحادث آثار غضب هانا ودفعها للتخطيط للانتقام .

وفي صباح 21 يوليو 1786 شاهد بعض المسافرون من طريق لندن إلي نورويتش ما بدا بأنها دمية مهجورة بجوار سور حجري وعند التفتيش الدقيق صُدموا المسافرون بأنها جثة طفلة صغير مستلقية علي وجهها ومغطاة بالصخور وكانت جمجمة الطفلة مكسورة وأيضا ظهرها وذراعها مكسورين وكان الجسد مشوه بطريقة تُظهر بأن الوفاة مدبرة ليبدو بأن السور سقط عليها

حدد المسؤلون هوية الفتاة وهي يونيس بولز وبدأوا علي الفور بأستجواب الجميع وكانت لدي هانا قصة مثيرة للاهتمام حيث قالت : بأنها رأت أربع فتيان يتصرفون بشكل مشبوه في حديقة التي تملكها سيدتها وفروا عندما صاحت هانا عليهم وبعد ذلك بوقت قصير سمعت هانا سقوط جدار حجري .

لم يتمكن المسؤلون بالعثور علي الفتيان الأربعة مما بالطبع تم تسليط الضوء علي هانا مرة آخري وعندما تم استجوابها مرة آخري اعترفت بكل شئ ، أتُهمت هانا بالقتل من الدرجة الأولى في جلسة التحقيق الأولية كانت هانا غير مرتاحة ولكنها تكيفت بسرعة مع الظروف لكن صُدم المراقبون عندما رأوها تقوم بالدردشة عندما الزوار الفضوليين طوال فترة محاكمتها وربما يرجع ذلك لقصورها العقلي ولكونها طفلة وذلك ايضا أن هانا ظنت بأنه سيتم تسليمها إلي سيد جديد ووعدت بألا تفعل ذلك مرة آخري

أثناء المحاكمة أوضح القاضيى عدم الإفراج عنها القاضي ، وقال ستشنقين قريبا ، بكي العديد من الحاضرين لكن هانا لم تستجب لأنها طفلة ولم تفهم ماذا يحدث

وقبل الإعدام فهمت هانا ما سيحدث لها ، بدأ يظهر علي هانا الضيق والخوف وظلت علي هذه الحالة وظلت تبكي معظم يومي الثلاثاء والاربعاء اللذان قبل موعد الإعدام بيوم

وفي 19 ديسمبر 1786 تجمع الحشد لرؤية إعدام هانا وكانت الفتاة تبكي معظم اليوم قبل الإعدام وذكر الشهود بالطبع أن الفتاة كانت خائفة بشكل كبير وفي لحظاتها الأخيرة نظرت هانا حولها بيأس كما لو كانت تتوقع قدوم شخص لمساعدتها وبعد ثوان ، دخلت هانا التاريخ بكونها أصغر شخص تم أعدامه في أمريكا.

حينما تُعلّق الطفولة علي المشنقة تسقط العدالة من عرشها .

اللهم صلَ وسلم على سيدنا محمد .

تعليقات